نجحت القائمة المشتركة في تحويل المجتمع العربي الى ثالث قوة سياسية في البلاد بعد حصولها على ما يقارب 11% من المصوتين, حيث قاموا بدعمها اكثر من ,436 ألف مصوتا. وتتشكل القائمة المشتركة من أربعة تيارات سياسية عربية وتشمل تمثيل يهودي، حيث خاضت الانتخابات في أعقاب رفع نسبة الحسم. وتشير تقارير الى ان القائمة حصلت على دعم الاف المصوتين اليهود ولكنها فقدت الاف الاصوات التي حرقت بسبب عدم عبور نسبة الحسم من قبل قائمتي "القائمة العربية" و الامل والتغيير. وفي أعقاب هذا الارتفاع من المتوقع ان يصل التمثيل العربي الى 17-18 عضو كنيست بمن في ذلك 4 اعضاء كنيست عرب انتخبوا من قبل الاحزاب الصهيونية.
وخلقت القائمة المشتركة خطاباٌ جديداٌ على المستوى الاعلامي والسياسي في مواجهة خطاب الاحتلال والمستوطنات والفصل العنصري والتحريض الذي مورس من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالي بنيت وقائمة "ياحد" التي لم تعبر نسبة الحسم. طرحت القائمة خطاب انهاء الاحتلال والعدالة الاجتماعية والتضامن وحماية حقوق الانسان امام الناخب العربي واليهودي. وسيؤدي رفع عدد اعضاء الكنيست الى تعميق مشاركة المنتخبين العرب في اتخاذ القرارات البرلمانية وتوسيع التمثيل في اللجان المهمة مثل لجنة المالية، لجنة التشريع ولجنة الاقتصاد.
سيقود إعادة تنظيم الخارطة السياسية في المجتمع العربي الى تقييم ذاتي للاستراتيجيات التي اتبعتها الجماهير العربية في السابق. حيث تبرهن نتائج الانتخابات ان رفع حجم التمثيل العربي لا يكفي لتغيير سلم الاولويات البرلماني والحكومي ويجب إعادة بناء قوى اليسار التقدمي لتشكل بديلاٌ لقوى الفصل العنصري داخل الشارع اليهودي. وتعبر نتيجة الانتخابات عن أزمة ثقة بين الناخب الاسرائيلي وما يسمى "اليسار الصهيوني" الذي لم ينجح في الوصول الى 40-50% من دعم الجمهور اليهودي لكي يقوم بتشكيل أغلبية برلمانية تدعمه في بناء حكومة.
وتشير المعطيات الى ارتفاع قوة تيار المشاركة السياسية في المجتمع العربي من جهة والى تراجع في دعم الاحزاب الصهيونية حيث قاموا اكثر من 85% من المصوتين بدعم القائمة المشتركة. وسيمثل الاحزاب الصهيونية اربعة اعضاء كنيست هم زهير بهلول (المعسكر الصهيوني), عيساوي فريج (ميرتس), ايوب قرا (الليكود) وحمد عمار من (اسرائيل بيتينو).
هذا ويستدل من المعطيات ان اكثر من 65% من المجتمع العربي قد شارك في التصويت ومنهم اكثر من 85% من المواطنين العرب قد دعم القائمة المشتركة مقارنة ب 56% في الانتخابات الماضية وحوالي 68.73% على المستوى القطري.
يراهن البعض على ان توحيد الاحزاب العربية في قائمة واحده قد حصل فقط في أعقاب رفع نسبة الحسم وانها ستنهار بعد الانتخابات . وستشجع نتيجة الانتخابات مركبات القائمة المشتركة في الحفاظ عليها. حيث رفعت القائمة تمثيل غالبية مركباتها. ستدعم هذه النتيجة مركبات القائمة على مواصلة التحالف بينها وتعميقه مما سيخلق أجواء ايجابية والتي ستؤثر بدورها على مبنى لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية التي تعاني من شلل منذ اكثر من عام.