هاجم قائد شرطة مدينة حيفا، خلال شهادته بمحكمة الشرطي المتهم بالاعتداء على 8 معتقلين، مدير مركز مساواة، جعفر فرح، حيث تم استدعاء قائد شرطة حيفا چولدشطاين لتقديم شهادته من قبل النيابة العامة خلال محاكمة الشرطي ليئور حاتام المتهم بالاعتداء على 8 معتقلين بمحطة شرطة المدينة. وأنكر جولدشطاين خلال شهادته أن يكون الشرطي قد اعتدى على المعتقلين، وهاجم فرح الذي أصيب بكسر في ركبته خلال اعتقاله بمحطة الشرطة.
هذا وقد سمحت المحكمة بنشر شهادة جولدشتاين حيث لم يتم حتى الان استدعاء المعتقلين الذين تم الاعتداء عليهم ولم تنشر أسماؤهم. ومن أقوال جولدشطاين في شهادته "أنا متأكد من أنّ الكسر لم يحدث لدينا، مليون بالمائة، وأقوالي تعتمد على شعوري". وكان الاعتداء على المعتقلين قد نفّذ داخل محطة شرطة مدينة حيفا في أعقاب مظاهرة احتجاج على قصف مدينة غزة يوم 18.5.2018 وقد اعتقلت الشرطة خلال المظاهرة 21 متظاهرًا.
وخلال شهادته اختار قائد محطة شرطة حيفا أن يدّعي "نفّذنا اعتقالات لمتظاهرين من أجسام سياسية مختلفة. فرح كان من المؤثرين على المظاهرة وحاولت التحدّث إليه، هو مستفزّ جدّيّ". وأضاف چولدشطاين: "فرح استهتر، تجاهل وحاول استفزاز رجال الشرطة مع مؤيديه، ولم أكن أنا من أمر باعتقاله ولم أشاهده يعرج، لاحقًا شاهدت فيلمًا، كالعادة هو اعترض على الاعتقال".
يشار الى أنّ الصحفي سامي عبد الحميد قد وثّق بواسطة كاميرته اعتقال فرح خلال دقائق طويلة وهو بصحبة رجل شرطة من وحدة الياسام وكان سليما. وقد تمّ تحويله الى المستشفى لتلقّي العلاج من محطّة شرطة مدينة حيفا.
وأضاف چولدشطاين: "فرح ليس من النوعية التي تتعاون معنا، وأكيد لا يتعاون مع الشرطة". وأضاف أيضًا: "لم نستخدم القوة ضده". وأنكر قائد محطة الشرطة أنّ فرح قد تذمّر من الاعتداء عليه خلال الاعتقال، وقال: "توجّه إليّ ضبّاط وقالوا لي: "من غير الممكن أن يحدث، لم يتذمّر من وجع في رجله".
وتتناقض هذه الشهادة مع الحقيقة، حيث أن فرح قد نقل إلى المستشفى بسيارة شرطة بعد أن اشتكى من آلام في ركبته التي انتفخت في أعقاب كسرها خلال الاعتداء عليه داخل غرفة الاجتماعات بمحطة الشرطة.
وأضاف چولدشطاين: "تم نقله إلى المستشفى، وهناك تم إجراء تصوير أشعّة. كنت متأكدًا أنّ التصوير مزيّف، لشخص أخر. عندما أعلموني أنّه يعاني من كسر، قلت إنّه مزيف، من غير الممكن. أعلمني ضبّاط أنّهم لم يشاهدوه يعرج".
وقد اتضح من شهادة چولدشطاين، وهو شاهد في الملفّ الجنائي، أنّه قد زار الشرطي المتّهم بالاعتداء ببيته في منطقة الكريوت على الرغم من التحقيق الجنائي ضد الشرطي المتهم. وعندما سُئِل عن الزيارة قال: "أنا متأكّد من أنّنا لم نتحدّث عن التحقيق"، وأضاف أنّ الشرطي "قد أنكر أمامي حصول الاعتداء".
وحول تقديم لوائح اتهام ضد المتظاهرين قال چولدشطاين: "أنا لم أتخذ قرارًا بهذا الصدد"، وأضاف: "هناك منتخبو جمهور اعتدوا علي شخصيًّا وهناك شهادات من رجال شرطة بحق متظاهرين ولم يتم تقديم لوائح اتهام حتى اليوم ضد أي من المتظاهرين".
خلال الأسابيع القريبة سيتمّ استدعاء رجال شرطة آخرين وأطبّاء لتقديم شهاداتهم في ملفّ الاعتداء.
وأعرب المحامي ألبير نحاس، عضو إدارة مركز مساواة والذي يرافق القضية في المحكمة، عن استغرابه من شهادة قائد محطة شرطة حيفا حيث أشار إلى أنّه "قد نشرت كافة وسائل الإعلام توثيق الاعتقال ونتائج الفحوص الطبية التي تؤكّد وجود كُسر في ركبة السيد فرح، أضف إلى ذلك أنّ عددًا من المعتقلين قد تلقّى العلاج في المستشفيات في أعقاب الاعتداء عليهم أو إصابتهم، وهذا ما ورد في لائحة الاتهام التي قدّمت يوم 30.5.2019 ضدّ الشرطي. نستغرب استهداف فرح بهذا الشكل من قبل قائد محطة شرطة. كنّا نتوقّع أن يتمّ فحص ما حدث خلال المظاهرة وداخل المحطة منذ ليلة الاعتقالات".