انتخابات الكنيست ال 24 والدور السياسي للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل
خلفية حول الوضع الحالي
يتميز المجتمع العربي الفلسطيني داخل إسرائيل بمكانة خاصة على مستوى الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية وإسرائيل. نحن جزء من الشعب الفلسطيني والمنطقة العربية وناضلنا لنصمد ونحافظ على بقاءنا في الوطن وتحصيل المواطنة، والتي قامت الحركة الصهيونية منذ النكبة بمحاولة مصادرتها بأساليب مختلفة أخرها قانون المواطنة المؤقت لعام 2003 والذي يصادر حق لم الشمل من ألاف العائلات، وقانون أساس القومية وتعديلات قانون التخطيط والبناء.
حوصرنا، بعد النكبة، من قبل الحكم العسكري وهمشتنا الأنظمة العربية لأننا كشفنا شراكتها بالمؤامرة على شعبنا الفلسطيني. قمنا، ومنذ النكبة بإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية والدفاع عن وجودنا وهويتنا باساليب مختلفة. استخدمنا اللجان الشعبية وبادرنا الى تنظيم الهيئات الحزبية والوطنية. بادرنا الى تعبئة مجتمعنا من خلال استخدام المؤسسات الاعلامية والثقافية مثل لجنة الدفاع عن الاراضي، لجان المبادرة الدرزية والاسلامية، لجان الطلاب ولجنة الرؤساء ولجنة المتابعة لتنظيم العمل الجماعي الى جانب العمل البرلماني.
شهدنا خلال العقود الاخيرة، وبالذات بعد 1993، تغييرات عالمية، إقليمية ومحلية احدثت تغييرات على دورنا الوطني والاجتماعي تحتاج الى مناقشة بهدف تقييم برنامجنا السياسي ومناقشة برنامجنا الوطني والاجتماعي:
الإقليمي:
بمواجهة الأنظمة العربية التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع حكومات إسرائيل بمراحل مختلفة تطور حراك يؤثر على العمل السياسي لدي المجتمع الفلسطيني في الداخل. تأثر العمل السياسي في مجتمعنا من أزمة عبد الناصر مع الاتحاد السوفييتي ومن علاقة منظمة التحرير الفلسطيني بالعمل السياسي في الداخل وعلاقة بعض الأنظمة العربية والإقليمية منها الأردني، المصري، القطري، السوري، التركي على الحراك السياسي داخل المجتمع الفلسطيني. يتطلب هذا الواقع الجديد حوار جدي لتوضيح علاقتنا مع الشعوب والانظمة في المنطقة العربية.
الفلسطيني
تغير التصور السياسي لمستقبل الشعب الفلسطيني في أعقاب عودة منظمة التحرير الفلسطينية الى الوطن وبناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية والانقسام الفلسطيني. وأصبح موقف "دولتين لشعبين" موقف غالبية التنظيمات الفلسطينية ولكن ممارسة هذا التصور السياسي واجه أزمة حقيقية عند تطبيقه بأعقاب اتفاقيات أوسلو مما أدى الى تجميده من قبل نتنياهو عام 1996 وتدمير هذا التصور من قبل ايهود براك عام 2000.
يواجه شعبنا الفلسطيني أزمة تصور سياسي لمستقبل الحل السياسي منذ عام 2000 وأصبح الانقسام بين غزة والضفة الغربية انقسام فكري يخدم سياسة "إدارة الصراع" والتي يتبناها نتنياهو ويمارسها بالتعاون مع أنظمة عربية ودولية.
الدولي:
تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال والتمييز والعنصرية. وأصبحت أنظمة دولية تمارس علاقات اقتصادية وسياسية متطورة مع الاحتلال بما في ذلك نقل سفارات الى القدس والاعتراف فيها كعاصمة لإسرائيل.
تبنت الولايات المتحدة بقيادة ترامب مطالب اليمين الإسرائيلي وقامت بمحاولة تدمير قضية اللاجئين وتعميق أزمة الشعب الفلسطيني ونقل سفارتها الى القدس. دخل الاتحاد الاوروبي الى حالة انجرار وجمود بأعقاب موقف ترامب وانشغل العالم بقضايا مختلفة ومنها محاصرة ايران والصراع بين الولايات المتحدة والصين وروسيا الى ان أتت جائحة الكورونا وشغلت البشرية بصراع وجودي ساهم بتهميش المسؤوليات الدولية تجاه الشعب الفلسطيني.
العربي – اليهودي:
شهدنا منذ عام 1999 تراجعا مستمرا بقوة القوى التقدمية اليهودية والتي أفقدها ايهود براك ثقتها بإمكانية حل للقضية الفلسطينية. شهدنا بالسنوات الأخيرة تراجعا بسيطرة العسكريين على أحزاب اليمين واستمرار التخبط لدى قوى المعارضة حول شكل الحل السياسي والاجتماعي لإسقاط اليمين الإسرائيلي. شهدنا انهيار شبه كامل لمعسكر اليسار الذي قاده حزب العمل واستبدلته تيارات وسطية يمينية اقتصاديا وسياسيا.
انشغلت اسرائيل منذ عام 2011 بالحراك الاجتماعي الذي سيطر على خطاب انتخابات 2015 والحراك ضد الفساد الذي يميز المعارك الانتخابية منذ عام 2018. ينشغل المجتمع العربي بالسنوات الاخيرة بالعنف المجتمعي الذي أصبح تحدي وجودي لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل.
فيما يلي معطيات تصويت العرب خلال السنوات الأخيرة:
الحزب |
انتخابات 2019 |
|
|
نسبة مئوية |
|
4.2019 |
9.2019 |
3.2020 |
3.2021 |
3.2021 |
|
كاحول لبان |
34,453 |
37,222 |
25,418 |
3915 |
1% |
يش عتيد |
|
|
|
8459 يش عتيد |
2.1% |
المعسكر الديمقراطي: العمل- ميرتس |
35,930 |
14,338 |
10,915 |
14521 ميرتس
|
3.7% |
اسرائيل بيتنا |
8,291 |
9,784 |
7438 |
12899 |
3.2% |
العمل/ جيشر |
5,763 |
9,776 |
|
3722 |
0.9% |
ليكود |
12,568 |
6,727 |
9355 |
20580 |
|
شاس |
8,683 |
6,095 |
3922 |
5123 |
1.3% |
يمينا |
2,101 |
1,051 |
583 |
989 |
|
يهدوت هتورا |
920 |
465 |
755 |
|
|
أمل جديد (ساعر) |
|
|
|
|
1.2% |
مصوتين عرب للأحزاب الصهيونية |
108,709 |
85,458 |
58,386 |
74804 |
19.9% |
القائمة المشتركة |
193,442 الجبهة والعربية |
470211 |
581507 |
212583 المشتركة |
41.9% |
143,666 الموحدة والتجمع |
الموحدة 167064 |
38.3% |
|||
عدد المصوتين للأحزاب التي تمثل المجتمع العربي |
337,108 |
470211 |
581507 |
379186 |
80.1% |
بمراجعة معطيات التصويت في المجتمع العربي من المهم الانتباه الى ما يلي:
نسبة التصويت:
تشير المعطيات القطرية الى تراجع بنسب التصويت، وليس للمرة الأولى، حيث تراجعت نسبة التصويت أيضا عام 2019 ولكن عندما نراجع نسب التصويت تاريخيا نشهد استخدام واضح للتصويت او المقاطعة في التعبير عن الغضب او خيبة الامل من قبل المصوت العربي:
بلغت نسبة المقاطعة ذروتها بانتخابات رئاسة الحكومة المباشرة عام 2001. ومن نهاية سنوات التسعينات لم تستعد الأحزاب قدرتها على اقناع المصوتين العرب للعودة الى نسب تصويت أعلى من 70% .
تؤكد نسب المقاطعة والارتفاع بمنسوب العنف ان المجتمع الفلسطيني ينقسم بين الاحتجاج الذي قد يصل الى احتجاج عنيف والمشاركة السياسية الاحتجاجية.
كي نتعمق بفحص مناطق القوة والضعف علينا فحص معطيات التصويت بتقسيم جغرافي يستخدم من قبل الأحزاب السياسية:
الجليل : نسبة التصويت 46.9%
المشتركة 43.5%
الموحدة 31.6%
الأحزاب اليهودية 24.8%
المثلث الجنوبي: نسبة التصويت 46.6%
المشتركة 46.3%
الموحدة 41.8%
الأحزاب اليهودية 11.9%
المثلث الشمالي: نسبة التصويت 35%
المشتركة 63.8%
الموحدة 27.8%
الأحزاب اليهودية 8.4%
سجل المثلث الشمالي اسوء نسبة مشاركة انتخابية في المجتمع العربي، وتحتاج هذه النتيجة الى فحص أعمق.
المدن التاريخية والمختلطة:
انخفضت نسب التصويت في البلدات التاريخية ولكن اسوء انخفاض تسجل بمدن عكا والرملة.
|
الكنيست ال 23 |
الكنيست ال 24 |
حيفا |
55% |
46% |
اللد |
55% |
34% |
معلوت ترشيحا |
71% |
56% |
نوف هجليل |
63% |
59% |
عكا |
62% |
38% |
الرملة |
60% |
39% |
يافا |
54% |
40% |
النقب – نسبة التصويت 42.3%
القائمة المشتركة 15.9%
القائمة الموحدة 74.5%
الأحزاب اليهودية 9.6%
القرى العربية البدوية في الشمال 39.2%
المشتركة 18.5%
الموحدة 58.2%
الأحزاب اليهودية 23.4%
القرى العربية الدرزية 46.4%
المشتركة 11.9%
الموحدة 4.9%
إسرائيل بيتنا 25.9%
الليكود 17,8%
يش عتيد 10.2%
ميرتس 6.4%
كحول لبان 6.9%
تراجعت قوة القائمة المشتركة في القرى العربية الدرزية ولم نستفد من تغيير أنماط تصويتها. حصل حزب "يسرائيل بيتنا" على ربع المصوتين في هذه القرى وتلاه حزب الليكود. حصلت الأحزاب اليهودية على 83.2% من أصوات القرى المعروفية مقابل 16.8% للمشتركة والموحدة.
البلدات العربية المسيحية : نسبة التصويت 54%
المشتركة 59.4%
الموحدة 6%
الأحزاب اليهودية 34.6%
سجلت البلدات العربية المسيحية أعلى نسبة تصويت في المجتمع العربي ولكنها سجلت ارتفاع بدعم الاحزاب اليهودية!
أشارت نتائج الانتخابات الى ما يلي:
- الصراع بين معسكر نتنياهو ومعسكر التغيير متوازن ولم ينجح معسكر التغيير بإسقاط نتنياهو.
- حصل معسكر اليمين السياسي على أغلبية برلمانية.
- تراجعت قوة أحزاب الوسط بسبب خيبة الامل من حزب كحول لبان.
- نجح معسكر اليسار الصهيوني (ميرتس وحزب العمل) في استعادة بعض قوته وإعادة ثقة بعض ناخبيه.
- خسرت القائمة المشتركة 5 أعضاء وتراجعت قوة الجبهة والتجمع والحركة العربية البرلمانية.
- حافظت الحركة الإسلامية على قوتها السياسية.
- ساهم التراجع بنسب التصويت لدى الجماهير العربية بتراجع فرص معسكر المعارضة إسقاط حكومة نتنياهو.
- نتائج الانتخابات انتصار لنتنياهو ومعسكره وفشل لمحاولة جدعون ساعر ونفتالي بينيت تشكيل تهديد يميني لحكمه.
- انتصار للحزب الفاشي "هتسيونوت" بقيادة سموتريتش وبن جفير وشراكتهم المضمونة بحكومة نتنياهو القادمة ستشكل خطر على الشعب الفلسطيني عامة والداخل خاصة مع التركيز على النقب، والذي يستهدفه سموتريتش.
- تقلص التمثيل البرلماني للمجتمع العربي من خلال القائمة المشتركة حيث سيهبط من ١٥ عضو/ة الى 10.
- * سيرتفع التمثيل البرلماني العربي من خلال الاحزاب الصهيونية ب 5 اعضاء كنيست (ميرتس ٢، حزب العمل ١، اسرائيل بيتنا ١، الليكود ١).
- انخفاض نسبة التصويت في المجتمع العربي وارتفاع بنسبة التصويت للأحزاب الصهيونية من قبل ناخبين عرب تعتبر "عقاب" للانقسام الذي حصل بالمشتركة وتعبير عن غضب من تعامل الاحزاب مع الناس.
- عبور القائمة الموحدة لنسبة الحسم سينقل الشرخ بين تيار تحزيب الاسلام السياسي والتيارات الوطنية الى الكنيست.
- انقسام المشتركة وحرق عشرات الاف الاصوات العربية أضعف المعسكر "المعارض" لنتنياهو ب ٣ اعضاء.
- حصول المشتركة على ٦ مقاعد يعني ان احزاب الجبهة والتجمع الخاسر الاكبر (مقعدين) والحركة العربية للتغيير (مقعد) والموحدة حافظت على حجمها البرلماني وكبرت.
- بانتظار الشعب الفلسطيني عامة والداخل خاصة فترة حرجة وخطرة يجب ان تستعد لها محليا ودوليا.