قاد مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل بعثة من الناشطين والناشطات التي توجهت الى الولايات المتحدة الأمريكية في كانون الأول/ ديسمبر 2022، بهدف استعراض مواقف المجتمع العربيّ وآخر التطوّرات السياسية في إسرائيل، وبشكل خاص على وقع صعود اليمين وتشكيل الائتلاف اليمينيّ المتطرّف العنصريّ والمعادي للمواطنين العرب. والتقت البعثة بمعاهد أبحاث أمريكية، باحثين وزعماء سياسيين، وضمت مجموعة من الناشطات والناشطين العرب الفلسطينيين، اليهود الشرقيين، وأبناء الجاليتين الروسية والاثيوبية في البلاد.
تشكيل حكومة يمين متطرف، تضم حركات متطرفة جدًا كالصهيونية الدينية، عوتسما يهوديت، ونوعام، تشكل خطرًا حقيقيًا داهمًا على مجموعات الأقليات، والمجتمع الفلسطيني بكامل أماكن تواجده، في الداخل، في القدس، في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية المحتلة.
وتأتي البعثة بقيادة المديرة التنفيذية لمركز مساواة، السيدة سُهى سلمان موسى، في إطار مشروع “التضامن” بالمركز، الهادف الى بناء تحالف متعدد الأعراق بين المجموعات السكانية المختلفة في اسرائيل. ورغم أن المجتمع العربيّ الفلسطينيّ في البلاد يشكّل أكبر مجموعة أقلية تكوّن زهاء 21% من مجمل السكان، توجد مجتمعات ومجموعات مهمشة أخرى في المجتمع الاسرائيلي.
ويسعى مشروع التضامن الى بناء أواصر التواصل والجسور بين الجماعات والمجتمعات المهمشة في البلاد: العرب (نحو 21% من مجمل السكان)، اليهود المتزمتين – الحريديم (نحو 10%)، اليهود الشرقيين (نحو 35%)، أبناء الجالية الاثيوبية (نحو 1,5%)، وأبناء الجالية الروسية (نحو 12%).
وقد أشارت مديرة البعثة والمديرة التنفيذية لمركز مساواة سُهى سلمان – موسى، الى ردود الفعل الايجابية جدًا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي (الكونجرس)، ومراكز الأبحاث، والمؤسسات التي التقت البعثة في الولايات المتحدة، التي أثنت على مشروع التضامن بين المجتمعات المختلفة في اسرائيل معتبرة أنه هناك حاجة ماسة بمشروع مُبتكر كهذا في البلاد بالوقت الراهن على خلفية الاستقطاب الحاصل. واتفق الأطراف على استمرار التواصل، ومواصلة النقاشات وبحث مسارات التعاون المستقبلي.
كما وأكدت سلمان – موسى: “نسعى الى تحدي الخطاب الذي سنشهده في البلاد تحت حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بالسنوات المقبلة، عبر بناء أواصر التعاون بين المجتمعات المختلفة المهمشة”. وأضافت “نجحنا بتجنيد شخصيات مركزية ومؤثرة من شتى المجتمعات المختلفة لبدء بناء الحوار والتضامن بين المجموعات. ما يفرّق هذه المجموعات في الوقت الراهن هو التباين في سياسات الهويّة، بدلًا من أن يجمعها التوزيع الديمقراطي للموارد القومية، وعليه، فهي تميل الى التصويت على خلفية التقسيمات العرقية في الانتخابات. بعض المجتمعات تشهد نسب تصويت متدنيّة مقارنة بالمجموعات الأخرى، نذكر من بينها – اليهود الشرقيين والعرب”.
وأشارت سلمان – موسى في اللقاءات الى سمات المجتمع العربي الفلسطيني في اسرائيل كونه أكبر مجموعة أقلية ومجموعة أصلانية، ودورها المميّز في إطار الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، كونها المجموعة الوحيدة القادرة على أن تخاطب المجتمعين الاسرائيلي اليهودي والفلسطيني القابع تحت الاحتلال. ويرى مركز مساواة أن العرب الفلسطينيون في البلاد يعرفون المجتمعين أفضل معرفة ويعيشون التحركات والديناميكيات الاجتماعية – السياسية التي تؤثر على كلا المجتمعين.
ويؤكد مركز مساواة على مقدرة المجتمع العربيّ في البلاد وواجبه في أن يساهم بالتقريب بين المجتمعات المهمشة وخلق تواصل بين المجتمعات المختلفة في فترة عصيبة على كل من لا يتوافق مع المجموعة الحاكمة، ويسعى المركز الى خلق تفاهم أكبر بين المجموعات والعمل على تغيير الخطاب السائد في الطوائف المختلفة استعدادًا للسنوات العجاف القادمة التي سيكون اليمين فيها بسدة الحكم، ويرجح أن يحتفظ بها حتى المعركة الانتخابية التالية أيضًا.
توجد اليوم قلة من المبادرات في اسرائيل الساعية لتمكين المجتمع العربي الفلسطيني في اسرائيل من التواصل مع المجتمعات الأخرى. ويسعى مركز مساواة لترقية التضامن الاجتماعي، السياسي، والثقافي، عبر مبادرة شعبية.
ويطمح مركز مساواة بهذه المبادرة الى إنشاء أجواء مطمئنة للمجتمعات المهمشة في ظل الحكومة المقبلة عبر رفع الوعي وتمكين المجموعات المهمشة. ويعمل المركز على صناعة التغيير الاجتماعي عبر تعزيز التضامن المجتمعي وبناء شراكات وتحالفات بين المجموعات المهمشة. فمن شأن التغيير المجتمعي أن يؤدي الى تغيير سياسي أكبر وأعمق ويحسّن حيوات المجتمعات المختلفة التي تعيش في هذه البقعة من الأرض.
يُشار الى أنه تم إطلاق موقع باسم “صوتنا” وهو موقع مدعوم من مشروع “التضامن” ليشكل منصة اخبارية باللغات العربية، العبرية، الروسية، والانجليزية.