بمبادرة مركز مساواة: تأسيس شبكة للعضوات العربيات في السلطات المحلية.
أسست عضوات السلطات المحلية العربيات شبكة عمل تساهم في توفير المعلومات والعلاقات لهن وذلك في نهاية يوم دراسي للعضوات العربيات في السلطات المحلية من تنظيم مركز مساواة يوم الجمعة 31.5.2024 بمشاركة غالبية العضوات في مقر "عنوان - ملتقى للفن والثقافة" والذي أقامته مؤسسة توفيق زياد في البلدة القديمة بمدينة الناصرة.
"لا تنتظري ان يعطيكي احد الاذن , خذي زمام امورك بيديك واصنعي الفرق" بهذه العبارة افتتحت المديرة التنفيذية لمركز مساواة سهى سلمان موسى اليوم الدراسي للعضوات وأشارت موسى إلى أن مضامين هذه الورشة جاءت لتتجاوب مع احتياجات العضوات المنتخبات من أجل تمكينهن من أداء مهامهن وواجبهن اتجاه منتخبين وبلداتهن ,حيث ان مركز مساواة يرافق هذا الموضوع منذ عام 1999.
وأضافت " نحن نؤمن انه هناك طاقات قيادية هائلة مختزنة لدى العضوات العربيات، وهناك تحديات كبيرة تقف أمام انخراط النساء في العمل الجماهيري والسياسي, وتواجدهن في مواقع اتخاذ القرار، وهناك حاجة وضرورة لوجود إطار مبني على التجربة التراكمية لنساء خضن تجربة عضوية الحكم المحلي ويمنح العضوات المنتخبات الأدوات والمعرفة والشبكة الاجتماعية المناسبة لإحداث تغيير سياسي ومجتمعي.
افتحت منسقة تجنيد الموارد في مركز مساواة, روضة مرقص مخول ورشة العمل "مهام وتحديات عضو المجلس البلدي" مؤكدة على دور النساء العربيات في حماية المجتمع الفلسطيني منذ النكبة. وحول هذا الموضوع تحدثت د. نهى بدر عن تجربتها كنائب رئيس وعضوة بلدية المغار بمواجهة التحديات لكونها المرأة الأولى التي تشغل منصب نائب رئيس بلدية. وقدمت مجموعة من النصائح لتخطي العقبات، "بهذا المجال يجب أن تكون لديك سيرورة، وأجندة محددة، والتسلح بالمعرفة والمعلومات الوفيرة. وجود امرأة في المجلس البلدي يساهم في تغيير طريقة التفكير الذكورية في المجلس البلدي ومرافق البلدية ونوعية الخدمات".
تحدثت عضو بلدية الناصرة سابقا والباحثة د. رنا زهر- كريني عن الازدياد في عدد النساء العربيات في السلطات المحلية على مدار السنوات الاخيرة، على الرغم من التراجع في الانتخابات الاخيرة بسبب الحرب والعنف في المجتمع العربي. ففي سنة 2003 كان هناك تمثيل لـ 3 نساء, وفي 2008 كان عدد النساء المنتخبات 5 عضوات وفي 2013 كان العدد 13 عضوة ، وفي 2018 كان العدد 23 عضوة , وفي 2023 تم انتخاب 23 امرأة عربية في السلطات المحلية, وأكدت زهر على أهمية العمل لرفع عدد العضوات العربيات المنتخبات من جهة وتطوير اداءهن وتعميق معرفتهن من جهة أخرى. كما وشاركت زهر الى تجربتها الشخصية كعضوة في بلدية الناصرة، وتحدثت عن التحديات التي واجهتها وكيفية تخطيها، وعن الدور الأساسي لمؤسسات المجتمع المدني ومن ضمنهم مركز مساواة في دعم ومساندة العضوات الجدد , وهذا ما حثها على إجراء بحث اكاديمي يوثق تجربة النساء العربيات في السلطات المحلية وإصدار كتابها الجديد بعنوان " عيون مفتوحة على مصراعيها: أصوات النساء العربيات الفلسطينيات في السياسة المحلية في إسرائيل".
افتتحت منسقة المرافعة البرلمانية والحقوقية في مركز مساواة نبال ابو العردات ورشة "الميزانيات الحكومية المخصصة للسلطات المحلية" مؤكدة على أهمية استخدام قانون حرية المعلومات لتحصيل المعطيات حول البرامج والميزانيات الحكومية لصالح السلطات المحلية. واستعرضت نائبة مدير سلطة التطوير الاقتصادي في وزارة المساواة المدنية سليمة مصطفى سليمان أهم المواضيع والميزانيات ضمن الخطة الخمسية 550 وكيفية توزيع الميزانيات على السلطات المحلية والقطاع الخاص، واستنفاذ الميزانيات بالمشاريع المحلية, ومنها جمع النفايات الصلبة، وتطوير المناطق الصناعية والتشغيل، وتطوير الموارد البشرية، وتعزيز قسم التربية والتعليم في السلطة المحلية، وإغلاق الفجوات بهبات الموازنة وهبات التطوير.
اما محمد ابو الليل الاقتصادي في مركز مساواة, فاستعرض معلومات عن العجز بميزانية الدولة والتقليصات بالميزانيات المخصصة للمجتمع العربي في مختلف المكاتب الحكومية وتأثيرها على المجتمع العربي اقتصاديا واجتماعيا. وأشار أبو الليل إلى نية الحكومة بتقليص الميزانيات المخصصة للبلدات العربية بعام 2024 بأكثر من 15% وحث العضوات على المشاركة بنشاط المرافعة لتخصيص الميزانيات ومن ثم استنفاذها.
وتحدث مدير مركز مساواة جعفر فرح حول أهمية طرح مطالب النساء العربيات في مرحلة إعداد ميزانيات السلطات المحلية العربية وأكد على مسؤولية المكاتب الحكومية وخصوصا وزارات المالية وسلطة التطوير الاقتصادي في اعطاء أولوية للخدمات التي تحتاجها النساء في الخطط الحكومية ومنها توفير المواصلات العامة داخل الأحياء، بناء مناطق تشغيل وصناعة قريبة، بناء حضانات يومية، حل أزمة السكن للأزواج الشابة وتوفير منالية الخدمات الصحية في المناطق المهمشة.
وحول "التسويق السياسي واستخدام منصات الإعلام للوصول الى الجمهور" قدمت الاعلامية شيرين يونس مداخلة حول كيفية التعامل مع الإعلام كأداة ومنصة للحفاظ على التواصل والتقرب من المواطنين الذين انتخبوهن ووثقوا بهن. وأعربت عن استعدادها لمرافقة العضوات وضمان استضافتهن في برامجها.
وقدم المستشار الإعلامي علاء اغبارية محاضرة حول التسويق السياسي, وكيفية التعامل مع المنصات على الشبكات المختلفة، وأهمية الحفاظ على الشفافية وبناء الثقة مع الناخبين. حيث قدم النصائح حول إمكانيات استخدام الفيسبوك، المواقع، التوك توك، الانستغرام والتويتر للتواصل مع الجمهور.
وحول "المشاريع التطويرية في السلطات المحلية" قدمت مهندسة بلدية كفر قرع إيناس خورشيد فاهوم مداخلة عميقة حول دور قسم الهندسة في السلطات المحلية العربية بتوفير مخططات قصيرة وطويلة المدى, تمكن السلطة المحلية من تحصيل الميزانيات الحكومية وميزانيات الاستثمار. وقدمت بمداخلتها نماذج عن المشاريع التي تم تحضيرها خلال السنوات الخميس لتطوير مدينة كفر قرع بمجالات السكن، الثقافة، المواصلات، التربية والتعليم والمنتزهات والصناعة. شاركت فاهوم تجربتها والتحديات التي تواجهها من خلال تحضيرها لخطط هيكلية في مدينة كفر قرع، عن المناطق الصناعية وتطويرها، وعن كيفية تخطي العقبات والتعامل مع هيئات التخطيط والبناء اللوائية ودائرة الأراضي لتطوير مخطط سكة حديد منشيه بجانب مدينة كفر قرع.
وقام المدير العام السابق لبلدية الناصرة وعضو لجنة متابعة قضايا التعليم العربي الأستاذ راجي منصور بتقديم محاضرة تفصيلية حول سبل تحصيل الموارد لبناء مؤسسات تربوية وتعليمية. لمنصور دور هام في تحصيل ميزانيات لبناء حوالي 5000 غرفة تدريسية في البلدات العربية. وشرح منصور أهمية متابعة برامج وميزانيات "جيفن" و "تحديات" التي تهدف إلى إثراء العملية التربوية. وأكد على أهمية تقديم مخططات لبناء 800 غرفة تدريسية في البلدات العربية سنويا.
وقدمت مديرة مشروع الديون المتراكمة السيد خلود عبد الغني، شرح عن مشروع يتم تنفيذه حاليا في 15 سلطة محلية عربية بالتعاون مع سلطة التنفيذ والجباية وكيفية العمل على مرافقة المواطن العربي لتنظيم الديون التي تم تحويلها إلى سلطة الجباية، بواسطة استشارة قانونية واقتصادية يتم توفيرها في السلطات المحلية العربية. وقدمت عبد الغني معطيات مقلقة حول حجم الديون والحجوزات في المجتمع العربي والتي تصل الى حوالي 40% من المواطنين العرب، مما يؤدي الى تعميق أزمة الازواج الشابة والعائلات والنساء ماليا واجتماعيا.
وفي نهاية الورشة تم الاتفاق على تشكيل شبكة عمل وتنسيق بين العضوات المنتخبات بالتعاون مع مركز مساواة والمؤسسات المعنية في دعم وتطوير شراكة النساء في مواقع اتخاذ القرارات. وتم الاتفاق على بناء برنامج عمل مستقبلي يضمن تحسين تمثيل النساء في مواقع اتخاذ القرارات وتعميق معرفتهن وتسهيل عملية الحصول على المعلومات واليات العمل.