الأديب سلمان ناطور حاور الدكتور فوراني حول مقولات محورية وردت في الكتاب وفي مقدمتها مفهوم العلمانية في الثقافة وكذلك في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية، وتطرق الحوار إلى الحداثة في الشعر العربي بعامة والفلسطيني بخاصة، وإلى القيود التي تكبل الذهن العربي وعلى رأسها الغيبية والخرافية، وكيفية تحريره من هذه القيود.

كذلك شارك الجمهور في طرح الاسئلة التي تنوعت بين ما له علاقة بالادب والفن وما له علاقة بالسياسة والواقع الراهن.

الدكتور فوراني بدأ حديثه واجاباته مستعرضا محاور الكتاب الذي لم يصدر إلا في الولايات المتحدة وباللغة الانجليزية فقط ، قائلا إنه ثمرة جهد سنوات طويلة في اعداد أطروحة الدكتوراة وقد أجرى مقابلات مع عشرات الادباء والمقفين العرب هنا وفي العالم العربي للاطلاع على تجاربهم الخاصة ومواقفهم من الفكر العلماني والحداثة. وتوقف عند مسالة توظيف المصطلحات الدينية في قصائدهم رغم علمانيتهم المعلنة كما في قصائد ادونيس ومحمود درويش وغيرهما. واجرى مقارنة بين مفهوم العلمانية في الشرق في ما يتعلق بالأدب والشعر ومفهومها في الغرب مؤكدا أن العلمانية بالمفهوم الغربي الشامل لا تعني فقط اللا تدين بل في الشعر تعني الخلاص من بنى شعرية ولغة اعتبرت "مقدسة" مثل مبنى القصيدة العمودية والمقفاة في الشعر العربي. واقترح استعمال مفهوم "الدهرية" في هذا السياق.

يذكر أن هذه هي الامسية الثالثة التي يحتفي بها مركز مساواة بكتاب وكاتب أكاديميين اذ سبقها أمسيتان مع الدكتور اسماعيل الناشف ومع الدكتور خالد ابو عصبة، وقالت منسقة المشروع عرين عابدي زعبي إن الهدف من هذه السلسلة هو اثارة اهتمام المؤسسات الاجتماعية والسياسية في الأبحاث التي تخدم الحراك الإجتماعي والسياسي والثقافي. ودعت الى إستضافة الباحثين في مؤسسات إجتماعية ومكتبات محلية.