شرحت الممثلة سناء لهب حول ما تعرضت له من مضايقات من قبل مجموعة من التكفيريين في منطقة الناصرة ولاحقا في باقة الغربية. وقدمت شرحا عنالمسار القضائي الذي تديره ضد هذه المجموعة. ومن المتوقع ان تنطق محكمة الصلح في حيفا في قرار حكم بحق محمد شرقية ومجدي كتانة و"موقع إشراقة" الذي نشر التحريض ضد لهب.
وأشارت لهب الى ان مسارا قضائيا مماثلا قد بدأته المؤسسة الاكاديمية القاسمي بعد ان تعرضت الى هجوم تكفيري من بعض التكفيريين في مدينة باقةالغربية. وحذرت من ان صمت الاغلبية وترهيبها سيجلب الدمار على كافة أطياف مجتمعنا مثلما حدث في غزة وسوريا والعراق.
وتحدث المربي علي مواسي حول ما واجهه من ملاحقة من قبل بعض التكفيريين وعن المسار القضائي والشعبي الذي أداره لوقف التهديد على حرية التعبيروعلى الثقافة العربية والفلسطينية. وأكد على اهمية وقوف المجالس المحلية والبلديات العربية والاحزاب السياسية والجمعيات الاهلية الى جانب الحرياتالثقافية مؤكدا ان شعب يطالب في حريته من مؤسسات الدولة يجب ان يرفض قمع حرية الأخرين بحجج لا تمت للدين او للمنطق بصلة. وأكد على أهمية الحوار داخل مجتمعنا وعلى لجم محاولات كبت الحريات السياسية والثقافية والاجتماعية وتهميش النساء من الحيز العام.
وشارك في الحوار عدد من المربين والمهنيين خريجي الكلية الاورثوذكسية والتي درس فيها ألاف الطلاب على تنوع طوائفهم ومشاربهم الفكرية والسياسية. وأجمع الحضور على محاولات تيارات سلفية تكفيرية التضييق على مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية، فتمارس ضغوطا نجحت في الغاء عروض فنيةورياضية، وصولا الى طرد مدرس من عمله بسبب عرضه على التلامذة فيلما اعتبر "إباحيا".
واعتذرت العدائة حنين راضي عن مشاركتها في الندوة بسبب حالة وفاة فجائية. وصرحت خلال مقابلة صحافية سابقة في ملعب بلدية الطيرة "اخاف اناركض في شوارع مدينتي مع انني اركض في شوارع مدن الماراثونات".
وتتحدث عن اعتداء وحملة تحريض تعرضت لهما السنة الماضية بسبب تنظيمها ماراثون في البلدة. وقالت لمراسلة وكالة فرانس برس ماجدة البطش والتي حضرت اللقاء "خططنا وجهزنا العام الماضي لإقامة ماراثون في مدينتي، وأعلنا موعد الماراثون ونشرنا الملصقات، وعندما خرجنا الى الشارع (...) لتجربةالمسار، كان هناك شبان ملتحون بدأوا بشتمنا، وقام احد المشايخ المتطرفين بالتحريض علينا".
وتضيف "في الليلة نفسها، تلقيت تهديدات عبر الهاتف وشتائم بحجة ان الماراثون ضد الدين والحياء. وفي الساعة الواحدة صباحا، اطلق الرصاص علىمنزلي وعلى سيارتي". وتتحدث عن "حملة تشهير واساءات" تلت هذا الاعتداء، مضيفة "في البداية خفت كثيرا، ثم عدت وحافظت على رباطة جاشي واردتالاستمرار بالماراثون". لكن عدد النساء المشاركات في الماراثون انخفض من ثمانين الى عشرين، ثم الغي الماراثون تماما.
وحنين راضي عداءة محترفة وام لاربعة اولاد، حازت علىالمرتبة الثالثة في ماراثون تل ابيب، وشاركت في ماراثون باريس في الاول من نيسانابريل،فحلت الاولى بين العدائين والعداءات العرب والثانية بين المشاركين من اسرائيل.
وتعمل حنين على تدريب فتيات على الجري، وتركض معهن ثلاث مرات في الاسبوع مساء في ساحات الملعب البلدي بعد خلوه من الرجال. وتقول حنين انالشرطة الاسرائيلية حققت مع رجل الدين المحرض، لكنها ما لبثت ان "أقفلت الملف من دون القبض على احد".
وأجرت فرانس برس مقابلة مع مسعود غنايم، عضو الكنيست من "الحركة الاسلامية -الجناح الجنوبي والذي صرح "التيار السلفي في تزايد في الداخلالفلسطيني العربي في اسرائيل وبشكل ملموس، وذلك على حساب الحركات الاسلامية". ويرى ان مرد هذه الظاهرة "التأثر بالحركات الجهادية التابعة للقاعدةاو داعش
في المنطقة"، مؤكدا رفضه "العنف والترهيب والبلطجة".
وطرد المدرس علي مواسي من مدرسة ابن سينا في باقة الغربية بسبب عرضه فيلم "عمر" الفلسطيني على تلامذته، قبل ان تعيده محكمة العمل في حيفا الى عمله. وقدم مواسي خلال الحوار نماذج عن 27 حالة قمع للحريات الثقافية في السنوات.
في جث المثلث، اعتبر رجال دين ان حفل "نجوم المثلث" الذي كان يفترض ان يشارك فيه هيثم خلايلة، احد المتبارين السابقين في برنامج " آراب ايدول"، "ضد الدين ويفسد الاخلاق"، والغى المنظمون الحفل بسبب الضغوط. ومنع قبل ذلك عرض فيلم" المخلص"عن حياة السيد المسيح في مدينة سخنين بعد ضغوط قامت بها مجموعات سلفية. وطالب اربعة ائمة في مدينة الطيبة بتغيير اسم شارع محمود درويش الى شارع مكة او الخلفاء، وتصدت لهم اللجنة الشعبية.
ويروي فيلم "عمر" جانبا من جوانب الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من خلال قصة حب. ويتناول الخيارات الصعبة التي اقدم عليها عمر، الخباز الفلسطيني الذي تورط في قتل جندي اسرائيلي، والضغوط التي مورست عليه ليعمل مع الاستخبارات الاسرائيلية. وقدرشح الفيلم لجائزة "اوسكار" عن فئة افضل فيلم اجنبي.
وروى علي مواسي ان رجلين من "نادي هداية" السلفي اقتحما حرم المدرسة "وهاجماني في غرفة المعلمين وهدداني". ونشر النادي بيانا اعتبر ان الفيلم "يحوي مشاهد صادمة وخادشة للحياء"، واعتبر ان "الشرف والدين (...) خط احمر"، مهددا من يتجرأ علىالمس بهما بـ"العقاب ودفع الثمن غاليا". ورفض مواسي محاولات التكفير لأهداف سياسية وطالب بتنظيم حوار مجتمعي بين التيارات الفكرية المختلفة لمناقشة المواضيع الاجتماعية.
واتهم جعفر فرح الحكومة الاسرائيلية بالتمييز الصارخ بين العرب واليهود في ميزانيات التعليم وعدم الحفاظ على الامن الاجتماعي، معتبرا ان الضغوط تنجح بسبب "الجهل والتجهيل". ويضيف "تم تهديد علي مواسي على فيسبوك، وقيل له "ثمنك رصاصة". لو كانهذا التهديد موجها من عربي الى يهودي، لاعتقل كاتبه في اليوم نفسه". وأكد على وقوف مركز مساواة الى جانب الحريات الثقافية وعلى أهمية الدعم السياسي للانتاج الثقافي ولتعميمه على كافة فئات شعبنا ومواقع تواجده بما في ذلك في القرى غير المعترف فيها.
ودار خلال الندوة نقاشا عميقا حول أليات التعامل مع مشروع التكفير واستخدام الدين لأهداف سياسية في المجتمع العربي. وحذر غالبية المشاركين في الحوار من الانحدار الى مواجهات عنيفة داخل المجتمع العربي وطالبوا التيارات التكفيرية وقف ملاحقة الحرياتالشخصية والثقافية. واعلن المجلس الملي الأورثوذكسي عن نيته تبني عروضا مسرحية وسينمائية تتعرض للملاحقة.