ندوة "دور النشاط الشعبي في بناء التضامن في السلطات المحلية" بمؤتمر التعددية الثقافية والقومية.
ضمن ندوات مؤتمر التعددية والذي عقد في حيفا بتاريخ الثالث من أيار، 2024، عقدت ندوة "دور النشاط الشعبي في بناء التضامن في السلطات المحلية" . قامت بتسيير الجلسة السيدة غاليا أبياني، منسقة برنامج تعزيز التعايش في بلدية حيفا، بمُشيرة ببداية كلامها إلى وجود مجموعات داخل الحكومة تروج لمفاهيم الفصل القومي والثقافي. ثُم أشارت إلى أن الحرب عمّقت الفصل بين الأحياء من في حيفا والمدن المختلطة. وأكدت ان المؤسسات الاهلية والشعبية في مدينة حيفا قد عملت على التواصل مع المجموعات المختلفة ونجحت في منع توتير العلاقات بين المجموعات القومية.
أما المشارِكة السيدة لميس سلامة موسى، عضوة بلدية نوف هجليل، فقد أشارت إلى أن "نوف هجليل" مدينة مختلطة حيث يشكل العرب 30% من السكان. تشهد المدينة هجرة سلبية لليهود، وقالت أنه تاريخياً، نشأت القائمة المشتركة لتوفير المساواة بين العرب واليهود في الخدمات المقدمة من قبل السلطة المحلية". وتتابع القائمة المشتركة تنفيذ توصيات تقرير مراقب الدولة لعام 2022 حول الفجوات الكبيرة بين العرب واليهود في المدينة، حيث لم يتم تخصيص أي مبنى لخدمة المجتمع العربي، ولم تكن هناك أنشطة ثقافية موجهة للعرب".
أما المحامية عينبال بيت هلحمي، عضوة بلدية مدينة حيفا " فقد قالت أن حيفا مدينة متنوعة، لكن هناك فصل عملي وثقافي واقتصادي بين مختلف السكان، وبأنه يجب إعادة بناء لجان الأحياء لتعزيز الروابط والتضامن، واحترام التنوع، ودعم الفئات الضعيفة. وأضافت: "علينا مكافحة الجهل بالآخر، وتمويل برامج تعزز التنوع الثقافي. هذا تحدٍ كبير للبلدية، التي يجب أن تحتضن هذا التنوع وتؤثر على السياسة المحلية والوطنية".
عضو بلدية مدينة تل أبيب - يافا السيدة شولا كيشت نوهت الى أن "تل أبيب - يافا تعاني من التقسيم العرقي، حيث تهيمن المجموعة "الأشكنازية" على المدينة البيضاء ويتم التمييز ضد جنوب المدينة ويافا وسكانها العرب والشرقيون. ويعاني السكان من قمع عرقي واضح.فالسيد رون خولدائي، الذي يشغل منصب رئيس البلدية منذ 22 عامًا، لا يعتني بجنوب تل أبيب الذي يقطنه الشرقيون، بل يطرد الناس من منازلهم ويصفهم بالغزاة. لا حقوق ملكية للإثيوبيين والروس، ويفضل خولدائي تمّ إستقطاب رجال الأعمال الأثرياء، متبعًا نهج الحكومة في تعزيز الفئات التي لا تحتاج لدعم وقمع الفئات المحتاجة. الهدف الأساسي من سياسات الحكومة هو إثارة الفرقة والتحريض بين مختلف السكان".
وأكد المحامي أمير بدران، عضو بلدية تل أبيب - يافا، قائلاً: "خلال الانتخابات المحلية، أقمنا تحالف "مجلس المدينة". أسسنا حزب بمثابة حارس للعرب واليهود بهدف تقديم رؤية وحوار مختلف بينهم، خاصة خلال الحرب. تعمل هذه الحركة بثنائية اللغة وتخدم اليهود والعرب على حد سواء. لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق مشترك لإيقاف الحرب، حيث تجاهلت وسائل الإعلام الإسرائيلية رسالتنا، وحتى البلدية اعتبرتنا خصومًا، خاصة خلال الحرب".
أما الناشطة في مدينة حيفا داريا ستاركشينيا فقد قالت: "مهمتنا هي مواجهة تحديات تطوير مجتمع تعددي يوفر فرصًا متساوية للجميع. نهدف إلى تعزيز ثقافة التواصل والتغلب على عدم المساواة بطرق مختلفة عبر توفير المعرفة التي تحفز المشاركة المدنية. نطمح لتعزيز التطور الاجتماعي العالمي والديمقراطي، ودعم المبادرات التقدمية داخل المجتمع الناطق بالروسية في حيفا. نخطط لتعزيز الروابط بين المجتمع العربي ومجموعة الناطقين بالروسية، وتشجيع تبادل الخبرات والدعم المتبادل".
وصرحت د. نهى بدر عضوة بلدية المغار قائلة: "من خلال تجربتي الشخصية، هناك العديد من التحديات عند العمل في السلطات المحلية والسياسة بشكل عام. المغار مدينة مختلطة، وتضم العديد من المعتقدات الدينية والتعقيدات التي تتطلب المتابعة والعلاج. ومع ذلك، أشجع كل من لديه الطاقة والرغبة في التغيير على المشاركة في السياسة المحلية، بغض النظر عن الانتماء، فبفضل المبادرات الفردية والجماعية المنظمة يمكننا تحقيق طموحاتنا بالتعاون والتضامن معًا".
د. ميراف بن نون، مديرة برنامج "من الآبار" في معهد شالوم هارتمان، وعضو ادارة المدرسة ثنائية اللغة في حيفا أكدت بأن "فصل جهاز التعليم هو نتاج لسياسات تعليمية ممتدة منذ تأسيس الدولة، حيث درس اليهود والعرب في مدارس منفصلة. تسعى "خطة ألتمان"، التي ننفذها الى تنظيم لقاءات بين المعلمين من خلفيات مختلفة لتعزيز التفاهم المتبادل والتجارب المشتركة. أنشأنا مدرسة ثنائية اللغة، ورغم التحديات وعدم تخصيص مبنى دائم لنا بعد، فإننا مستمرون في النضال من أجل تأمين الموارد اللازمة، حيث يتطلب منا كل عام التظاهر للضغط على البلدية ووزارة التربية لتخصيص المزيد من الدعم والموارد للمدرسة ومؤسساتها".
رابط لحضور المداخلات في المؤتمر :
https://youtu.be/56dSBAMq8QA?si=eqjdkAenETPTqMkl