توثيق فعاليات يوم العطاء الوطني 2019
مع بداية السنة الجديدة تم اطلاق مشروع اسبوع العطاء الوطني، الذي يهدف الى استعادة ملكيتنا على مجتمعنا والنهوض به كمؤسسات وأفراد من خلال دفع منظومة القيم الى مقدمة الوعي المجتمعي لتحل مكان محاولات الاحباط واليأس والشرذمة .
لسنا أفضل من أي شعب ولكن ليس هنالك شعب افضل منا، وقيمة العطاء مترسخة في ثقافتنا وموروثنا المجتمعي والديني. وعلينا أن نؤطره ونؤكد على ضرورة تعميمه كشعب وليس فقط على مستوى الافراد أوفي مناسبات طارئة رغم كثرتها، إن كانت في مجال الصحة أو العازة أو مأساة وغيرها . علينا أن نستعيد ملكيتنا على ذاتنا كمجتمع له مؤسساته المدنية وأطره الأهليه وهي تنشط وتعمل فيه ولصالحه على مدار السنة .
عدة أسباب ودوافع دفعت لتطوير هذا المشروع، ومن أهمها تحديات وصعوبات تجنيد الموارد التي ترتطم بها غالبية المؤسسات والمبادرات الفردية والجماعية القائمة اليوم، وكلنا نعي بان هذه الصعوبة تتضخم بشكل سريع ويصبح العمل معها امرا في غاية الصعوبة، ويرتبط ذلك بالأساس بكوننا أقلية قومية في دولة تستثني وجودنا وتميز ضدنا بشكل قانوني وممنهج. زد على ذلك، وجود سياسة لدى الأطر الدولية الداعمة المتحيزة للعلاقة الرسمية مع الدولة بشكل مستمر على الصعيد الدولي.
من هنا، فإننا نؤمن بأننا كمجتمع لن نتمكن من التقليص والحد من هذه التحديات والصعوبات المذكورة من دون ان نعمل ونسعى بشكل تشاركي وشمولي وبدعم ذاتي، وضمن قدراتنا المهنية والمالية وغيرها. وهنا تكمن أهمية وخصوصية هذه المبادرة الريادية، والتي ستعود بالفائدة علينا كأفراد، وجمعيات ومجتمع. هذا المشروع الاستراتيجي يحتاج الى روافد متشابكة بهدف زيادة قوتنا ودعم مبادراتنا ومشاريعنا للتعامل مع قضايانا واحتياجاتنا من منطلقاتنا ومواردنا وقدراتنا الذاتية.
هكذا تنمو وتتطور الشعوب والمجتمعات ونحن قادرون على ذلك، حان الوقت لحشد الطاقات وبناء قوتنا الذاتية رجالا ونساء اعمال، مجتمع، سياسة، اقتصاد وجمهور عام.
ومع استمرار آذار الثقافة للسنة السابعة على التوالي والذي أطلق شرارته طيب الذكر الكاتب سلمان ناطور، يقوم مركز مساواة باشعال جذوة العطاء من خلال اسبوع العطاء الوطني ليصبح آذار مفعما بالثقافة والعطاء .
طلقة البداية لأسبوع العطاء الوطني استنفرت عشرات الجمعيات والاطر الشبابية وتم عقد عدة لقاءات للتشبيك بينها، فيما عممت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية بيان خاص بها على اعضائها الرؤساء تدعو الى التعاون مع المشروع وحث وحدات الشبيبة فيها على المبادرة لتنظيم مشاريع عمل تطوعي .
"بادر فأنت قادر", شعار اطلقته الاطر الشبابية ليكون عنوان دخولها الى البيوت خلال آذار بهدف توزيع مواد اعلامية لرفع الوعي المجتمعي حول العطاء وحول عمل جمعيات العمل الاهلي واهميته .
وفي هذا المضمار يجري طاقم العمل على مشروع العطاء الوطني عشرات اللقاءات مع نساء ورجال اعمال في المجتمع العربي لتكثيف العمل في اتجاه خلق صندوق لدعم العمل المجتمعي .
ومن الناحية الاعلامية فقد تم التشديد على اهمية دور الاعلام في رفع الوعي والترويج لحالة استعادة الملكية على الحيز العام في المجتمع .
طاقم مساواة ومعه عشرات الجمعيات , المجالس المحلية , البلديات، والاطر الشبابية يؤكد على ضرورة تظافر كل جهود المجتمع من اجل خلق حالة إيجابية من الوعي من خلال تعميق مفهوم العطاء، وليكن من المجتمع والى المجتمع .