أكد مدير مركز مساواة السيد جعفر فرح وخلال مداخلاته التي قدمها في مؤتمر صحيفة هأرتس في مدينة نيويورك على ان الجماهير العربية الفلسطينية وواقعها يؤكد على التمييز والعنصرية والجدار وقانون المواطنة والإحتلال الذي يمارس في الاراضي المحتلة وداخل إسرائيل. وانتقد خلال مداخلاته محاولات اليسار الإسرائيلي الصهيوني تسويق "السلام مع الشعب الفلسطيني كحل ديمغرافي يهدف الحفاظ على الأغلبية اليهودية داخل الخط الأخضر ونتيجة هذه السياسة تمس بالحق في إقامة عائلة بسبب قوانين متعددة مثل قانون المواطنة".
وفي ندوة في القاعة المركزية للمؤتمر والتي حضرها مئات تحدث فرح عن أزمة العلاقة بين الجماهير العربية واليسار الإسرائيلي وضرورة تغيير الخطاب في البلاد. وشارك في الندوة عضو الكنيست ميراب ميخائيلي وعضو الكنيست تمار نزدبيرغ والباحث هليل بن ساسون والناشطة الإجتماعية نوعم الياسي شوستر وأدارتها الصحافية رافيت هيخت. ونادى فرح تغيّر خطاب الفصل العنصري الذي يسوقه اليسار الصهيوني للحفاظ على الأغلبية اليهودية، علينا خلق خطاب حقوق إنسان وإحترام التنوع الإجتماعي والثقافي وإنهاء الإحتلال والعنصرية والتمييز الإقتصادي الإجتماعي. يتضح ان جدار الفصل حول غزة أو في الضفة والقدس أو بين جسر الزرقاء وقيسارية لم يحرز الأمن والسلام، والتخويف من الخطر الديمغرافي يساهم في تقوية اليمين العنصري".
ورداً على مناشدة العرب لدعم اليسار الاسرائيلي قال فرح "لسنا جنود الإحتياط عند اليسار الصهيوني، ولن ننتظركم حتى تتغيروا ، علينا التوجه مباشرة الى الجمهور اليهودي وخصوصا الى مجموعات سكانية جديدة مثل الشرقيين والروس"، وأضاف "يتم استهدافنا من قبل اليمين العنصري منذ 1993 وبسبب دعم أعضاء الكنيست توفيق زياد و عبد المالك دهامشة لحكومة رابين بهدف إنهاء الإحتلال وعودة منظمة التحرير الفلسطينية. مكانتنا الخاصة وقدرتنا في محاورة اليهود بلغتهم هي قوة لم يتم إستغلالها وعلينا الإنطلاق لإقناع الشارع اليهودي في مواجهة العنصرية والتمييز وانهاء الإحتلال".
وفي الندوة حول "إستهداف الجماهير العربية في إسرائيل" وخطاب نتنياهو حول قدوم العرب للتصويت في الباصات قال فرح "نعم سنمارس حقنا في التصويت وفي التعليم، ولطلابنا في الجامعات الفلسطينية والاردنية الحق في التصويت ونفتخر في قدومهم يوم الإنتخابات وسنواصل العمل على إقامة جامعة وكليات عربية تخدم شعبنا وشبابنا وانتقد إخراج الحركة الاسلامية خارج القانون وتحديد الحريات السياسية في البلاد". وردا على طلبه عدم السفر مع طائرات إل-عال للمشاركة في المؤتمر قال فرح "نرفض السفر بطائرات إل-عال بسبب رفضنا تمويل التصنيف العرقي الذي يمارس علينا من منطلقات عنصرية في طائرات هذه الشركة وندعو كل من له ضمير أن لا يسافر في هذه الشركة حتى نلزمها في تغيير سياسيتها تجاه العرب".
وأشار في مداخلته إلى التنازل التاريخي الذي يقدمه المجتمع الفلسطيني في إسرائيل بقبوله حل الدولتين وتحوله الى أقلية "لسنا الأقلية اليهودية في الولايات المتحدة التي تحظى بمكانة خاصة وقوتها ملحوظة سياسياً وإعلاميا وإقتصاديا نحن خُمس سكان الدولة التي تميز ضدنا بشكل منهجي وعلينا تغيّر هذه المعادلة وقبولنا بحل الدولتين يأتي بهدف إنهاء مأساة شعبنا الفلسطيني القابع تحت الإحتلال ويعيش حالة متواصلة من اللجوء في كافة أنحاء المنطقة العربية".
وشارك الى جانب فرح خلال الندوة الكاتب سيد قشوع والذي ترك البلاد مع عائلته للتدريس في جامعات الولايات المتحدة والناشطة النقباوية امل الصانع والتي تجري أبحاثاً حول وضع البدو في النقب في جامعات كندا والإعلامية اميلي موئاتي وادارت الندواة الصحافية رفيت هيخت. وتميزت الندوة بقوة طرح المشاركين العرب وتفاؤلهم على الرغم من الواقع الأليم الذي وصفوه. وقوبلت مداخلاتهم بتصفيق اكثر من مرة ولوحظت عشرات التقارير التي خرجت من الندوة على شبكة التويتر.
هذا والتقي فرح خلال تواجده في نيويورك مع الوزير الفلسطيني د. صائب عريقات وممثلي بعثة فلسطين للامم المتحدة، والنائب ايمن عودة، ومبعوث الخارجية الامريكية للمجموعات الدينية، وتبادلا الافكار حول فرص التعاون من اجل إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني والإحتلال. والتقى فرح مع عدد من ابناء الجالية العربية الفلسطينية المتواجدة في الولايات المتحدة حيث وثق اللقاءات بالصور والفيديو المصور والفنان اميل ابو ميلاد. وناشد فرح ابناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة إلى التفاعل ودعم الاهل في البلاد من خلال التوجه الى الرأي العام ونشر المعلومات حول واقعنا في البلاد وخلق التحالفات مع مجموعات سكانية مختلفة في الولايات المتحدة.