شارك مع أصدقائك
أعد التقرير- علي مواسي
عقد مركز "مساواة لحقوق المواطنين العرب"، وبالتعاون مع "مسرح السرايا � يافا"، الأحد، 15.09.2013، طاولة مستديرة تحت عنوان "الثقافة العربية ما بين التغطية الإعلامية والنقد المهني"، في مبنى مسرح "السرايا" بمدينة يافا.
وقد جمعت الطاولة عددًا من الكتاب والفنانين والإعلاميين والناشطين، هم: رجاء ناطور، ورشا حلوة، وروان بشارات، وروضة سليمان، وشذى عامر، وشيخة حليوى، وطارق عبد، وعرين عابدي � زعبي، وعلي مواسي، وعمر سكسك، وليسا حنانيا، و د. مليحة مسلماني، وهشام نفاع.
سلمان ناطور: فاتحة لقاءات حول الثقافة الفلسطينية
وقد أدار الطاولة الأديب سلمان ناطور، مفتتحًا إياها بالتأكيد على أن اختيار يافا لعقدها ليس صدفة، فهي عاصمة الثقافة الفلسطينية قبل النكبة، وتميزت بأنها كانت منارة ثقافية في كل الشرق العربي، بصحفها ومجلاتها ومؤسساتها الثقافية والتعليمية والفنية، وأنها ضربت وكانت مستهدفة لكونها كذلك بالدرجة الأولى.
ونوه ناطور إلى أن "هذا اللقاء فاتحة لقاءات حول الثقافة الفلسطينية في إطار مشروع مركز مساواة الضخم �الثقافة الفلسطينية � حقوق وفضاءات�، وذلك بهدف إثارة حراك في كل مكان حول الثقافة، ولدى جميع المعنيين بها، منتجين أو متلقين لها، وشركاء فيها"، مؤكدا على أن الشعب الفلسطيني، وخصوصًا في الداخل، يهمهم أن تعود هذه الثقافة إلى مكانها الطبيعي والذي تستحق.
وأضاف ناطور: "يجب أن نعيد الثقافة والمثقف إلى المركز، وخاصة الكاتب والفنان الإنسان المبدع، الذي يصور حالة شعبنا وحالتنا، والذي يستطيع بشكل صادق وصريح تصوير هموم المجتمع ويستطيع عكس الحالة الإنسانية والسياسية التي يعيشها الشعب."
وأشار ناطور إلى أن المشروع سيشمل عدة طاولات مستديرة، ويومان دراسيان، وفعاليات ثقافية خلال شهر "آذار الثقافة" عام 2014، ومؤتمرا حول الحقوق الثقافية والواقع الثقافي في أواخر آذار، وأن هذه الطاولة في يافا جاءت لتبحث واقع الإعلام الثقافي في الداخل الفلسطيني، وإمكانياته وما يواجهه من تحديات، ومناقشة سبل تطويره ليكون الإنتاج الإبداعي أو الكتابي حدثًا مركزيًّا في إعلامنا.
عاصمة الثقافة بلا ثقافة
بدوره، ثمن السيد عمر سكسك، عضو إدارة مسرح "السرايا"، خطوة جمع عقول ومبدعين ومختصين ونشطاء عربًا، يعملون في الشأن الثقافي ويهتمون به، لمناقشة قضية الثقافة العربية الفلسطيني، والبحث في واقعها وتحدياتها، خاصة وأن فلسطينيي الداخل يعيشون في محيط معاد لهذه الثقافة ويرفضها ويحاربها، وفي دولة تسعى إلى تهميشها وطمسها، وفي ظل ذلك تكمن أهمية مثل هذه اللقاءات.
بدورها، رحبت الفنانة روضة سليمان، مديرة مسرح "السرايا"، بالمشاركين، مؤكدة على أهمية تنظيم لقاءات مثل هذه في يافا، مبدية كل تعاون من مسرح "السرايا" خدمة للثقافة والفنون في الداخل الفلسطيني.
وتحدثت سليمان عن تجربتها في إدارة مسرح "السرايا" مبينة أن الأمر ليس سهلًا بالنسبة إليها، فهناك الكثير من العقبات والمحدوديات التي تواجهها، تبدأ من شح الميزانيات والكوادر العاملة، وانعدام إعلام ثقافي جدي يغطي فعاليات المسرح ويصل إلى الناس، وكذلك الخصومات السياسية التي تؤثر على نشاط المسرح، وغير ذلك.
وأكدت سليمان على أن يافا اليوم، عاصمة الثقافة قبل عام 1948، أضحت بلدا بلا ثقافة في حيزه العام، إلا نادرًا، وأنها رغم النشاط الثقافي الذي نشهده في بعض بلداتنا ومدننا العربية لم يتغير وضعها كثيرًا، فالمركزية أساسًا في العمل الثقافي لحيفا والناصرة، وهنا نتحمل جميعًا المسؤولية عن ذلك، مشيرة إلى أن انعدام المناخ الثقافي الحي والنشط يؤثر بالضرورة على المسرح وأنشطته.
هشام نفاع: إعلامنا التجاري مشوه، والرسمي قاصر
تحدث الكاتب والصحافي هشام نفاع عن أزمة الإعلام عمومًا في الداخل الفلسطيني، وهو ما ينسحب بالتالي على الإعلام الثقافي، مفرقًا بين الإعلام الحزبي من جهة، الإعلام التجاري من جهة أخرى، والذي نعته "بالمشوه".
وأوضح نفاع أن "الإعلام الحزبي يقوم بالنسبة لفلسطينيي الداخل، بصفتهم عديمي دولة أو مرتاحين من الدولة، مقام الإعلام الرسمي عند الشعوب صاحبة الدول، وهو إعلام جدي ورصين ولديه ثوابت وأكثر مسؤوليةً من الإعلام التجاري تجاه الشأن الثقافي."
وأضاف نفاع: "ومع ذلك، فهناك محدودية مادية ومهنية لدى الإعلام الحزبي في تغطية الشأن الثقافي، وهذه المحدودية تجعله قاصرًا ومقصرًا. هناك مشكلة بنيوية في صحفنا ومواقعنا الحزبية، على مستوى هيئاتها وتركيباتها، يجعلها لا تتعامل بجدية كبيرة مع الشأن الثقافي الفلسطيني، والعربي، والعالمي. هناك خلل نابع من ترتيب الأولويات وتخصيص الميزانيات، فبالكاد لا نجد محررا ثقافيا تماما، أو مراسلا ثقافيا لا يغطي إلا الأحداث الثقافية."
رشا حلوة: الطاقات موجودة، وعلينا خلق البديل
أما الإعلامية رشا حلوة فقد تحدث عن غياب للمنابر المستقلة الثقافية التي يمكنها أن تستوعب كم الطاقات والقدرات الكتابية والإعلامية الموجودة، ما يدفع الكثير من الكتاب والإعلاميين الشباب إلى الكتابة في منابر عربية خارج فلسطين.
وأشارت حلوة إلى أن الطابع الغالب على تغطية الشؤون الثقافية في الداخل الفلسطيني حول العلاقات العامة وإرسال المؤسسات أو الجهات المنظمة بيانات جاهزة حول الأحداث أو الإنتاجات الثقافية، وكذلك هو الأمر مع المبدعين والفنانين والكتاب أنفسهم عندما ينتجون عملًا ما.
وأشارت حلوة إلى أن "الذين يتخصصون في مجال الإعلام في الكليات والجامعات يتجهون للعمل في الإعلانات والحملات الدعائية والانتخابية بسبب غياب منابر إعلامية جدية مستقلة"، وأضافت: "هناك أزمة منابر، وفي المنابر الموجودة نكاد لا نجد زاوية ثقافية ثابتة تنشر ما هو مهني وجدي وعميق، والمراسلون الذين يغطون الأحداث الثقافية للمنابر التجارية يصنعون أخبارا تتكون من عشرات الصور وبضعة جمل مرفقة بها. ثم إن غياب المنابر يحرم الكتاب من تسجيل آرائهم حول أحداث أو إنتاجات ثقافية معينة، يعبرون عنها بجرأة وإن بصورة انطباعية أولية، ما يجعلهم يجلؤون إلى صفحاتهم الخاصة."
وتطرقت حلوة لإذاعة "الشمس"، معتبرة أن الشأن الثقافي لا يحتل من بثها الأسبوعي مساحة تذكر، تتناسب مع ما ينتج فلسطينيا وعربيا. مؤكدة على أن الصحف والمواقع الإلكترونية لا تكفي وحدها، وأنه لا بد من أن تكون هناك إذاعة تهتم بالشأن الثقافي.
وختمت حلوة بقولها إنه "لا بد من خلق أمر بديل، وإيجاد مشروعا إعلاميا ثقافيا جديا، بالكتابة والصوت والصورة، وأن تشكل مجموعة ضغط في سبيل تحقيق ذللك.
مليحة مسلماني: أي فعل ثقافي لا يجمع أشتات الفلسطينيين لا يعول عليه
بدورها تحدثت الدكتورة مليحة مسلماني عن الواقع الثقافي الفلسطيني العام، مشيرة إلى أن "الفلسطيني مشغول بمساحاته الضيقة التي فرضها عليه الاستعمار، وأن منابره الإخبارية والإعلامية تتحرك في غالبيتها ضمن حدود الكانتونات المفروضة علينا، فهنا القدس، وهنا غزة، وهنا الضفة الغربية، وهنا الداخل الفلسطيني، ومنابر الشتات، وقليلة جدا محاولات الخروج على عقلية الكانتونات هذه من أجل الإنتاج المشترك، أو الاهتمام بالثقافة الفلسطينية عمومًا أينما كانت بالقدر نفسه"، وأضافت مسلماني: "ثم إن المشاريع الإعلامية الفلسطينية الجامعة لمختصين وكتاب ومحررين فلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم غائبة تمامًا؛ لماذا لا يكون هناك منبر يحقق ذلك؟!"
وتابعت مسلماني: "يهمني شخصيا إيجاد ما يجمع ويصل بين الفلسطينيين عمومًا، وهذا ينسحب على الإنتاج والإعلام الثقافيين، ولهذا فنحن بحاجة إلى التفكير بمشاريع إعلامية تحقق ذلك، وأنا أرى أن إعلامًا أو نقدًا أو عملًا ثقافيًّا لا يسعى لذلك لا يعول عليه."
ونوهت مسلماني إلى أن من أهم معيقات تطور الإنتاج الثقافي والنقد المهني في فلسطين المثقفون والمبدعون أنفسهم، فهم لا يتقبلون النقد، ويتعاملون بتعالٍ مع محيطهم، ولا يساهمون في تعزيز وتطويرات الطاقات والقدرات الإبداعية في مجتمعاتهم، ولا يبادرون بأنفسهم إلى مأسسة الإنتاج والعمل الثقافيين.
شيخة حليوى: الشباب حماة الثقافة وأملها
وتطرقت الكاتبة والمربية شيخة حليوى إلى الوضع الثقافي في يافا، مشيرة إلى أنه "ما من مشهد ثقافي في يافا، هناك مبادرات ومجهودات فردية وشبابية مباركة وجدية وصادقة، لكن لا يمكنها أن تنهض وحيدة ودون سند ودعم جاد بالمشهد الثقافي اليافي. الحراك الثقافي في الداخل الفلسطيني يتمركز أساسًا في شمالي فلسطين، وتحديدًا في مدينتي الناصرة ويافا، بينما يافا ومنطقتها والنقب مهملة من هذه الناحية، ونحن نتحمل المسؤولية الجماعية عن ذلك."
وتحدثت حليوى عن علاقة الناقد أو الأكاديمي بالطاقات الإبداعية والأصوات الجديدة، مبينة أن تجربتها كانت سيئة في هذا الصدد، إذ بعثت بكتاباتها لعدد كبير جدا من الأكاديميين ولم تلق إلا الإهمال التام، كما قالت، وأضافت: إن الأكاديميين والمثقفين لا يتابعون المشهد الثقافي ولا الإنتاج الإبداعي، ولا يحتضنون أحدًا، ولا تجدهم يتواجدون أو يشاركون في الأحداث والفعاليات الثقافية، إلا من رحم ربي. هل نجد الأكاديميين يكتبون حول إنتاجاتنا أو يهتمون بها؟"
وبينت حليوى أن هناك بعض المثقفين والمبدعين الذين يتعاملون مع محيطهم بتعالٍ ولا يتقبلون أي نقد كان، موجهةً نقدًا على ظاهر الفنان أو المبدع أو الكاتب أو الإعلامي "النجم"، الذي يدغدغ مشاعر الجمهور ببعض الشعارات الوطنية. منتقدة مسألة أن الفنان أو الكاتب الذي يريد أن يصل ويحصل على المنابر يجب أن يكون حزبيًّا ليتسنى له ذلك بالنسبة للبعض. مؤكدةً أن نشرها في منابر حزبية لجديتها ولإتاحتها المجال لها لا يعني أنه حزبية بالضرورة، وأنها يجب أن تكون كذلك، فالكاتب أو المبدع يملك الحق في الإنتاج والحصول على المنبر حتى وإن لم يكن حزبيًّا.
وانتقدت حليوى ما أسمته بـ "تسليع الثقافة" وتحويلها إلى بضاعة لتحقيق الكسب المادي، ممثلة لذلك بتجربة نشرها مجموعة قصصية للأطفال لدى إحدى دور النشر، إذ طلبت منها الأخيرة إضافة أسئلة إلى المجموعة كي تتمكن من تسويقه للحضانات والمدارس، مضيفة أن جار نشر أخرى رفضت نشر المجموعة بسبب مضامينه السياسية.
واعتبرت حليوى أن ارتباط المشاريع الثقافية بالمانحين وتوقفها بمجرد توقف الأموال يعيق النهوض بالمشهد الثقافي الفلسطيني ويمنع استمراريته ويدخله في أزمات، إذ يخلق حالة انقطاع بين المؤسسات أو الجهات أو الأفراد المعنيين بالثقافة والجمهور.
وختمت حليوى كلامها بالقول "إن الشباب هم الذين احتضنوا كتابتي وشجعوني ومنحوني المنابر، ولهذا فأنا أؤمن أنهمهم وحدهم القادرون على الدفاع عنها وحمايتها، والإنتاج الثقافي يمكن أن يتحقق في أي ظرف كان، وقد تيقنت من ذلك بعد تجربتي مع فنان شاب من حمص كان يرسم الرسومات لمجموعتي في ظل العمليات العسكرية والقصف، وكنت أتحدث معه يومًا ثم أنقطع عنه لفترات طويلة، ورغم كل المعاناة أنجز الرسومات، ما يعني أنه إذا توفرت الإرادة استطعنا صناعة التغيير."
علي مواسي: نحن بحاجة إلى إعلام ثقافي تخصصي وعميق وناقد
بدوره، أشار الشاعر والباحث علي مواسي إلى أن الإعلام الثقافي في فلسطين عمومًا، والداخل الفلسطيني خصوصًا، يعيش أزمة عميقة، فعدد المنابر الجدية التي تهتم بالشأن الثقافي في الداخل قليلة جدًّا كمًّا، والمواقع التجارية والخاصة تخلو تمامًا من أي زاوية ثقافية ثابتة، والمواقع الحزبية هي التي فيها زوايا ثابتة، لكنها تعاني أيضًا عقبات وتحديات، ووضع الصحف المطبوعة لا يختلف كثيرًا عن المواقع الإلكترونية، مضيفًا إلى أن فلسطين كلها يوجد فيها موقع ثقافي أدبي تخصصي واحد، ألا وهو موقع "قديتا"، الذي كان له دور مهم جدًّا في السنوات الثلاث الأخيرة، ونشاطه معلق الآن لعوامل طرحت في هذه الجلسة.
وأضاف مواسي: "تعاني وسائلنا الإعلامية عمومًا من اللا تخصصية، ولهذا لا نجد محررًا أو مراسلًا مسؤولًا عن تغطية ومتابعة الشأن الثقافي فقط. على المحرر أو المراسل أن يكون مسؤولًا عن كل أصناف وحقول الأخبار وهذا يقلل من القدرة على إنتاج وتطوير إعلام ثقافي مميز وعميق، ويمنع من تطوير معارف وخبرات الإعلامي وتعميقها في حقل ما دون آخر، هناك فعلًا خلل في الأولويات التي تجعل الإعلام الثقافي في مؤسساتنا في آخر سلم أولوياتها عند الفحص والتمحيص."
وحول الإعلام الاجتماعي وعلاقته بالثقافة قال مواسي: "أرى أن انعدام الضوابط والأعراف الثابتة في الإعلام الاجتماعي يضر في كثير من الأحيان بالثقافة، فإن تحدثنا عن �الفيسبوك� مثلًا، فإننا نجد الجمال فيه يتحول إلى أمر مبتذل منتقص القيمة؛ فالصورة الفوتوغرافية أو اللوحة أو النص المبدع تنشر جميعها وسط كومة من فوضى وعشوائية المضامين ذات المستويات المختلفة، ما يسلبها حقها في الاهتمام، وهي سرعان ما تصير، وخلال زمن قصير جدًّا، إلى �مزبلة المعلومات الافتراضية� إن صح التعبير. ومع ذلك، فإن المحرر أو المرسال الثقافي الذي يعمل في مؤسسة إعلامية ما، يعتبر الإعلام الاجتماعي أغنى وأفضل منبع لمواده، فالمواهب والطاقات والإبداعات تنتشر في كل مكان، وهذا من حسنات هذا الإعلام."
وختم مواسي بالقول: "نحن بحاجة إلى صحافة ثقافية يشرف عليها أناس مثقفون، يملكون القدرة على النقد، يكتبون ما هو عميق ولا يقف عند حدود الوصف وتسجيل الانطباع، يحترمون اللغة العربية ويقدرونها، ويطورون ثقافتهم دائمًا، ويكشفون عن المواهب والطاقات الجديدة."
علاقة الثقافة بالسياسة
وجرى نقاش حول علاقة الثقافة بالسياسة، فقالت الناشطة رجاء ناطور إن الثقافة هي التي عليها أن تقود السياسة لا العكس، أن تكون هي الموجه لها وأن تفرض مضامين ورؤى جديدة عليها، وبينما رأى بعض الحاضرين أن ارتباط الثقافة بالفصيل أو الحزب السياسي فلسطينيا أضر بها، لأنها ارتبطت بأجنداته، وبموجات صعوده وهبوطه، قوته وضعفه.
ورأى البعض أن قوة الثقافة والاهتمام بها يجب أن يكون من مسؤوليات المؤسسات السياسية على اختلافها، أحزابًا وغير أحزاب، وأن هذه المؤسسات عليها أن تنتج ثقافة، وأن تجعل هذا الشأن من أولوياتها.
وتلخيصًا لمداولات الطاولة، قال سلمان ناطور: "يظهر من النقاش أننا بحاجة إلى صياغة مشروع ثقافي حقيقي، ونأمل أن تحقق الأيام الدراسية وطاولات النقاش القادمة تصورًا حول هذا المشروع وماهيته. نحن بحاجة أيضًا إلى موقع ثقافي رصين وجاد لا يغني عن باقي المنابر، لكن أن يكون تخصصيًا في الثقافة وأن يتعامل معها بجدية تامة، وقد يكون لدى �مساواة� إمكانية من هذا النوع."
وأضاف: "عندما نتحدث عن الفضاءات الثقافية في مشروعنا، فنحن نقصد ثلاثا، وهو الفضاء الفلسطيني، والفضاء العربي، والفضاء الكوني، ما يعني أن ثقافتنا يجب ألا تكون بلدانية ومحصورة في موقع جغرافي بفرض من الاحتلال، وأن يكون لنا موقعنا في المشهد الثقافي العربي، وأن نكون أيضًا جزءًا من الورشة الحضارية في العالم، وهذا يتطلب منا أن ننتج إبداعًا جيدًا ومميزًا، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى نقد مهني وإعلام ثقافي ناجع."